أخلص لله نيَّتُك
آكِلُ الإخلاص..
يروعُكَ ويهولُكَ ذلك المشهدِ المؤلمِ عندما تتخيلُهُ حقيقةً ماثلةً أمامكَ بعد أن تَلقَّفَتْهُ أُذنيك وأنت به موقِن!!
إنه مشهدُ أوَّل خَلْقِ الله تُسعَّرُ بهم النَّارُ يوم القيامةِ !!
ثمَّ تتساءلُ كيف هانَ عليهم ؟! بل كيف تحمَّلوا أن يكون ذلك مصيرُهم؛ وهم الذين لن يَبلُغَ أحدٌ مبلغهم من الجُهدِ والتَّعبِ والصَّبر في سبيلِ ما حصَّلوا؟!
(قارئٌ للقرآن .. وشهيدٌ .. ومنفقٌ للمال!!)
كم تعِب الأوَّلُ وكم سهِرَ وكم أعادَ حتى حفظَ القرآن؟!
كم صبر الثاني وكم صابر ورابط حتى لقي العدو ثمَّ استشهد؟!
وكم تحمَّل الثالث السَّعي والكدَّ حتى حصَّل المال ثمَّ أنفق؟!
ثمَّ ما الذي حدث؟! ما الذي تغيَّر؟! وما الخللِ الذي أوْدى بعملِ هؤلاءِ ثمَّ بحياتِهم إلى بئس المصير؟!
إنّهُ الشركُ الخفي، أخوفُ ما كان يخافهُ علينا رسول الله - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ..
إنَّه الرياء آكِلُ الإخلاصِ وملتهِمُ الأعمال ومُفسدُ النِّيات.
إنَّه السَّعيُ الحثيث والكدُّ المريرِ والجُهد البالِغ، من أجل كلمةٍ واحدة أوإشارة واحدة: (هو قارئ..هو شجاع..هو منفق) وقد قيل!! ثمَّ ماذا؟!
و العياذ بالله .. اللهم أرزقنا الصدق و الإخلاص في القول و العمل