دساتير على عينك يا تاجر!!
يردد الكثيرون كالببغاوات أن الدستور سيحكمنا لفترة طويلة قد تصل إلى قرن، وأن هذا يحتم ألا تفرض الأغلبية دستورها على الجميع، لأن هذه الأغلبية ستتغير بعد حين.. يقولون هذا مع أننا على وشك وضع رابع دستور لمصر في أقل من مئة عام، فأطول دستور كان دستور 71 الذي ظل حوالي 40 عاما، وعدل فيها ثلاث مرات على الأقل (مرة في عهد السادات حينما فتح مدد الرئاسة، ومرتين في عهد مبارك على الأقل).
وبالتالي، القاعدة في مصر أن الدستور لا يظل على حاله طويلا، إذ يطاح به بثورة أو انقلاب أو يعدل على مقاس هذا الحاكم أو ذاك كل ردح من الزمان..
فمن أين أتيتم بهذه الخيالات عن الدساتير طويلة الأمد؟
ولماذا لم تسألوا أنفسكم لماذا تنهار دساتير مصر بهذه السرعة؟
أليس لأنها لا تعبر عن أغلبية شعب مصر، المضطهدة منذ قرون من الاحتلال والعلمانية؟
نعم.. دستور مصر يجب أن تضعه الأغلبية، ويجب أن ننص فيه على أن يعدل الدستور مرة على الأقل كل عشرين عاما، حتى نفتح الباب لكل جيل للتغيير السلمي والمشاركة في تقرير مصيره، وبهذا نقطع سلسلة الثورات المصرية التي لا تنتهي!