قالوا: ( إنَّ من الجمال ما يجلب التعاسة، و من القبح ما يجلبالسعادة)
قال ذلك حكيم لابنه الصغير يعضه و يعلمهالحكمة.
فقال الابن: ( كيف ذلك يا أبتي ؟)
فقال له: أرأيتَ يوماًوردةً.
فقال: نعم.
قال له: هل رغبتَ في قطفها.
قال: نعم.
فقال له: أرأيتَ كيف جلب عليها جمالهاالتعاسة.
ثم قال له: أرأيت يوماً شوكةً؟.
فقال له نعم ياأبتي.
قال له: أرغيتَ في قطفها؟.
فقال: لا.
فقال له: أرأيتَ كيف جلب لها قبحهاالسعادة.
ثم قال الحكيم لابنه وهو يعضه: اعلمْ يا بنيَّ أن ( للناس فيما يرغبون مذاهب)
قال: كيف ذلك يا أبتي؟!!!.
فقال له: هل رأيتَ الناس على ذوق واحد ؟.
قال: لا.
فقال له: فمن الناس من يرغب في الجميل، و منهم من يرغب في القبيح، و منهم من يرغب فيهمامعاً.
قال: كيف ذلك ياأبتي؟!!.
فقال له: لو ذهبتَ إلى بستانٍ به أنواع شتى من الثمرات، فهل تشتهيهاكلها؟.
قال الابن: لا، فبعض الثمرات تشتهيها نفسي و البعض الآخرلا.
فقال له: كذلك الناس تشتهي و لا تشتهي.
فهل فهمت الآن معنى قولي.
فقال الابن صدقت ياأبي.
و نحن هكذا إخوتي، كابن الحكيم، يجب علينا أن ندرك أنَّ الجمال ليس كل شيء، و أنَّ القبح لا يساوي شيئاً.
فعار علينا إذا قسناالناس بميزان القبح و الجمال و حده، لذا أرشدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم إلى الميزان الحقيقي في الاختيارفقال:
(تنكح المرأة لثلاث،لمالها و لجمالها و لحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) أو بمعنى ماقال.
فإن كانت ذات الدين لديها مال، أو من ذوات الجمال أو من ذوات الحسب و النسب فنعمَّا بها، فهي في هذه الحالة مثل زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم ( خديجة رضي الله عنها و أرضاها)، التي اجتمعت بها كل المقاييس.