قصيدة رائعة للشاعر المبدع الدكتور عبد الرحمان العشماوي:
وأدعيت الحب ما أدركت حبي
وتحاملت على قلبي
ولم تستشعري لهفة قلبي
كلما عانقت جرحي
زاد إحساسي بما تسمع أذني
وبما تلمح عيني
وبما يجري على بعدٍ وقربِ
أين ألقاك ؟
وآلامي دجى يغتال شهبي
أين ألقاك ؟
ومن حولي ظلام
وبلادي أصبحت موطن حرب
أصبحت قصعة أعدائي
تداعوا حولها
من كل حدب
عربدت فيها جراحي
الخلافات
ومازالت بها
تطمع في نصر وكسب
أي كسب لقطعي
يشتهي رحمة ذئب؟
أي كسب لتشريد
ظل يستنزف في الصحراء جهداً
ساعياً خلف سراب
راحلاً عبر دروب الوهم
من كرب لكرب ؟؟
أي كسبٍ
لفريق في خضم الكأسِ
يستنزف فيها العقل
من نخبٍ لنخبِ؟
أي كسبٍ لنفوسٍ
لم تزل تبحث في الصحراء ؟
عن موطن خصب؟
إلى شرق وغرب ؟؟
أين ألقاك ؟
وقد يممت درباً غير دربي
(2)
كل يومٍ
وأنا أحمل في كفي جمرا
كلما أطفأت ناراً
أشعلت ذكراك أخرى
كل يومٍ
وأنا أنفث إحساسي شعراً
كل يومٍ
وأن أسدِلُ سِتْرا
ورداً وزهراً
كل يومٍ
وأنا أفرغ في قلبي صبرا
وأرى اللحظة شهرا
إنما واجهت بحرا
قد وردت الروض
ما واجهت روضاً
إنما واجهت قبرا
سرت في الدرب
رأيت الشوك يغتال طموحي
فتلفعت بصبري
ثم رددت:
ألا أن مع اليسرين عسرا
يا إلهي ..
أيكون المرء وحشا
أيكون القلب صخرا؟؟
أتكون البسمة الغراء إعراضاً وكفرا؟
أيكون النغم العذب ضجيجاً
يكسر الآمال كسرا؟
أيكون العدل في عرف طغاة اليوم
إرهاباً وقهرا؟
آه ممن يزرع الشوك مكان الوردِ
يستسهل وعرا
كم، إلى كم يعتدي الظالم
يستمرئ غدرا؟
يطأ الآمال
يغتال ابتسامات العذارى
ثم لا يعدم عذرا
ثم لا يعدم
من يرفع في الناس له صيتاً وذكرا؟!
أخبريني ..
أي فرقٍ بين، «ريجان» و«أنديرا» و«عزرا»؟!
كلهم يعمل غدرا
اسألي، «أسام» و«القدس» و«شاتيلا وصبرا»
اسألي كل قتيلٍ
ذاق طعم الموتِ مرَّا
اسألي كل يتيم
عريد الخنجر في صدر أبيهِ
اسألي أغنيةُ
مات على ثغر صبي
عندما شاهد وجهاً مكفهراً
اسألي دمع الثكاي
واستغاثات الضحايا
ودماء ذهبت بالظلم هدرا
اسألي عن صولةِ الإنسانِ
ما أقسى وأضرى!!
اسألي عن قيمة الإنسان
ما أخزى وأزرى !!
اسألي – إن شئتِ- عن حرية الفكر
لمن يحمل فكرا
سد باب الخير واستاسد
من يحلم شراً
عمي الإرهاب لا يعرف فرقاً
بين من يحمل إيماناً
ومن يحمل كفرا
مات على ثغر صبي
عندما شاهد وجهاً مكفهراً
اسألي دمع الثكاي
واستغاثات الضحايا
ودماء ذهبت بالظلم هدرا
اسألي عن صولةِ الإنسانِ
ما أقسى وأضرى!!
اسألي عن قيمة الإنسان
ما أخزى وأزرى !!
اسألي – إن شئتِ- عن حرية الفكر
لمن يحمل فكرا
سد باب الخير واستاسد
من يحلم شراً
عمي الإرهاب لا يعرف فرقاً
بين من يحمل إيماناً
ومن يحمل كفرا
بين من يشرب ماء
بين من يشر خمرا
عمي الإرهاب لا يعرف إلا
ضربة تهتك سترا
يسمع الطفل
صرير القيد في رجل أبيه
فينادي :
لم هذا القيد ؟
هل أحدثت أمرا؟
فيرى الدمع جواباً
ويري الجلاد يقتادُ أباه
ويرى العيش غموضاً
وأحابيل ومكرا
كيف أحيا ؟
كيف استقبل بالإرهاب عمرا ؟!
أيها الجيل الذي يحمل
أعباء المآسي
أيها الجيل الذي
يستف قهرا
أيها الجيل الذي
تغمره الأوهام غمرا
دعك من يأسك وافسح
لنسيم الأمل الصادق صدرا
أنت أولى باحتمال العبء
لو تدري ..
وأحرى
كم ضعيف مات ذلاً
وعظيمِ مات كبرا
أنتِ ..
يا حملة عبء أنيني
أتقولين بأني
لم أزل أرتد من خاطرِة نشوى لأخرى؟!
ها أنا ..
اقرأ في عينيك أحلاماً حيارى
وأنا بالحِلم أدرى
ها أنا أسمع في صوتك شدوا
وأنا بالشدو أحرى
اطمئني ..
حسرة المظلوم طيف
وستبقي حسرة الظالم دهرا
********