تتحدث باحثة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد عن مفهوم العنوسة والعزوبية بين الشباب، وتقول: ترجع أسباب العنوسة والعزوبية للشباب، كما أشارت لها الدراسات والبحوث الاجتماعية، إلى البطالة التى تضعف صلاحية الشباب للزواج، هذا غير زيادة نفقات الزواج من شبكة ومهر وسكن وأثاث، مع تراجع مفاهيم الرجولة والأنوثة الحقيقية فى المجتمع.
وأضافت أن انخفاض الوازع الدينى والأخلاقى لدى بعض الفئات، يتيح بعضا من العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج، مما يجعل بعض الشباب يستسهل هذا الطريق للحصول على الإشباع العاطفى دون وجود مسئولية أو أعباء، وأيضا يساعد فى زيادة نسبة العنوسة والعزوبية ضعف شبكة العلاقات فى المدن، بما يؤدى إلى ضعف فرص التعارف بين الأسر وزواج الشباب.
وتؤكد شيماء فؤاد أن هذه العوامل من شأنها خلق مجموعة من الضغوط على الفتيات، وخاصة مع وجود بعض الأسباب المصاحبة، مثل زواج الأخت الأصغر فى الأسرة، وثرثرة الأهل والصديقات ونظرات المجتمع، وأكثر فئة تكون عرضة لهذا الهجوم والضغوط هى الفئة التى تفضل اتخاذ قرار زواجها باختيارها، أى هى التى تختار متى تتزوج ومن تتزوج، وكذلك الفتيات أصحاب الدراسات العليا، اللاتى يقل عثورهن على الرجل المناسب الذى يقدر تقديرهم للعلم، ولا يسخر منه أو منها شخصيا، وأخريات ممن يجدن فى أنفسهن شيئا غاليا جدا، يقل من يقدره، بعيدا عن ارتفاع المهور وتكاليف الزواج، وأحيانا قد ينتج عن هذا الضغط المجتمعى رضوخ الفتاة، فتقبل بأى طارق على الباب للتخلص من لقب عانس.
وتقدم شيماء إحصائية عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، توضح بها نسبة العنوسة فى مصر سواء للشباب والفتيات، والتى وصلت إلى تسعة ملايين شاب وفتاة عانس فى مصر، وسبعون بالمائة تراجع نسبة الزواج بين الشباب وبالنسبة لارتفاع سن الزواج عند الفتيات ما بين 22 و32عاما.
أما بالنسبة لإحصائية المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، تقول: إن هناك ثمانية ملايين امرأة وفتاة فوق الثلاثين دون زواج، وخمسة وثلاثين بالمائة من حالات الزواج تنتهى بالطلاق، وخمسة عشر ألف دعوى قضائية لإثبات البنوة، والناتجة عن انتشار حالات الزواج العرفى والعلاقات غير الشرعية.
وتوصى شيماء الفتاة بالتمهل والاختيار السليم؛ لأن الاختيار هو بوابتها، سواء إلى السعادة أو إلى الجحيم، وعدم الالتفات لنظرة المجتمع، كى لا يظلمن أنفسهن، وتنصح الفتيات اللاتى لم تتزوجن بعد، بالاطلاع على الكتب الخاصة بالتعاملات والعلاقات، مثال النكاح وأحكامه، وصحة المرأة الحامل، وتربية الأولاد والطبخ، مع اكتساب خبرات الآخرين بطريقة نظرية، حتى عندما يرزقها الله بزوج، لا تشعر أنها ضيعت من عمرها سنوات قبل مجىء هذا الزوج،
بل استثمرته فى التأهيل السليم؛ لتصبح ربما أفضل ممن سبقنها بالزواج ولا
تحاول الإصغاء للمجتمع؛ لأن الزواج مصير فرد وقرار فرد لا مجتمع.