المراجعة العامة والنهائية لامتحان الثورة!
حقيقة علمية:
تستطيع ذاكرة الذبابة الاحتفاظ بالذكريات لمدة خمس ثوانٍ فقط.. هذا معناه أن الذبابة لا تحمل للدنيا هما.. لكنها لا تتعلم من أخطائها أبدا!
في ضوء هذه الحقيقة العلمية، أجب عن الأسئلة التالية:
- من الذي طالب المجلس العسكري بعد الثورة بعدم سرعة تسليم السلطة لأن الأحزاب غير مستعدة، وترجّاه وقبّل قدميه للبقاء عاما أو عامين، حتى لا يسيطر الإسلاميون على الحكم؟
- ومن الذي قال نعم في الاستفتاء لسرعة إجراء الانتخابات لنقل السلطة؟
- ومن الذي أصر على إسقاط دستور 71 واقترح على المجلس العسكري إصدار إعلان دستوري؟
- ومن الذي انقلب على الأغلبية وأشعل الفوضى ونزل إلى التحرير ليشتم المجلس العسكري في كل جمعة، ويطالب بالدستور أولا، رغم أن المجلس أصدر لهم الإعلان الدستوري الذي أرادوه أساسا وعلى عكس إرادة الأغلبية؟
- ومن الذي اقترح وثيقة المبادئ فوق الدستورية، وزيّن للمجلس العسكري تبنيها بعد تخويفه من الإسلاميين (الوهابيين الإرهابيين الظلاميين المتخلفين الرجعيين، الذين سيشعلون الفتنة الطائفية ويزجون بمصر في حروب لا أول لها ولا آخر) كما صوروهم له؟
- ومن الذي أيد المجلس العسكري في هذه الوثيقة، وما زال يضغط عليه حتى هذه اللحظة لإصدارها ولو على جثث شعب مصر كله؟
- باختصار: من الذي دفع المجلس العسكري إلى هذه الخانة، والآن يلعنه ويحرّض الناس ضده ويريد هدم آخر أركان الدولة؟
- وأليسوا مصرّين على مطلب واحد فقط، هو تسليم المجلس العسكري السلطة لهم، وتركهم يكتبون الدستور، بلا انتخابات ولا أغلبية ولا شعبية ولا أي شيء؟!!
- وإذا كان المشير قد أخطأ بالاستماع لنصائحهم المغرضة المميتة ـ وقد أخطأ بالتأكيد حينما راهن على الأقلية التي ضيعت مصر وتخلى عن الأغلبية التي أسقطت مبارك ـ فلماذا نحاسبه هو؟.. لماذا لا يطالب الشباب الثائر بحرق هؤلاء الكلاب المرجفين أحياء في ميدان التحرير، بدلا من هجومهم على المجلس العسكري؟
- وإلى متى سيظل يستمع لهم الشباب المراهق غير المسئول عن تصرفاته، والذي أدخل البلاد في حالة فوضى في الشارع، وفوضى في المصالح الحكومية بسبب كثرة تغيير الوزراء (خمسة وزراء لكل وزارة في بضعة أشهر)، وكأنهم ينتظرون وزراء آلهة يغيرون الأوضاع بين عشية وضحاها بلمسات سحرية؟.. أليسوا هم من أتى بعصام شرف؟.. أليسوا هم من ضغط لتغيير وزرائه منذ عدة أشهر؟.. فلماذا لا نحاسبهم أو يحاسبوا أنفسهم إن كانوا أخطأوا الاختيار؟.. وما الذي سيختلف الآن إن وضعنا أي أشخاص جدد على رأس هذه الخرابة المتهالكة؟.. وألن يتصرفوا بنفس هذه الطريقة الغوغائية الهوجاء مع الرئيس القادم أيا كان، ويجعلوا من المستحيل عليه أن يكمل مدة رئاسته؟
- ومتى سيفهمون أن نجاح الثورة يتطلب انتقالنا من مرحلة التغيير بالصراخ والعنف، إلى مرحلة التغيير بالرأي والفكر والصوت الانتخابي والعمل والإنتاج؟
- ومتى سيفهمون أن الاستيلاء على السلطة بدون اختيار الأغلبية، يسمى انقلابا لا ثورة؟
- وألا يعلمون أن ديون مصر تجاوزت 1200 مليار جنيه، وأن فوائدها الربوية تجاوزت 100 مليار جنيه سنويا، وأن العجز في الموازنة تجاوز 135 مليار جنيه وأن الحكومة على وشك إشهار إفلاسها؟.. بالمناسبة العجز في الموازنة هو مجموع فوائد الديون الربوية وميزانية وزارة التعليم التي تخرّج لنا كل هؤلاء الجهلة والعاطلين والعوانس الذين يهدون الدولة فوق رؤوسنا الآن.. أي أننا نستدين لنسدد فوائد الديون ولننفق على تخريج الثوار الجهلة اليائسين من الحياة،
- لماذا لا يعتني أحد بشرح مبادئ السياسة والاقتصاد لهؤلاء المراهقين الجهلة، بدلا من التلاعب بحماسهم الأرعن لدفعهم لقتل أنفسهم وحرق البلد؟
هذه الأسئلة للعقلاء والشرفاء.. لا الدهماء والعملاء.
منقول عن حمدي غانم