قلبياً لابد أن يشعر الإنسان بضعفه وحاجته الملحة إلى ربه،وأن الله جل وعلا كريم هيأ لعباده أن يطيعوه فليس من الأدب مع الله أن يصُد الإنسان عما أعرضه الله إليه ، قال أصدق القائلين: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) فربٌ عظيم جليل لا رب غيره ولا إله سواه يُنبأ أنها ليلة مباركة وينبأ قال: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) ثم يخبر أن الملائكة تنزل فيها تتنزل فيها وأن الروح الأمين يقدمهم ، وأنها سلام هي حتى مطلع الفجر. ثم ترى من ترى -عياذاً بالله- ينشغل عنها بل لا يأبه بها بل لم يقع في خلده لحظة أن يقومها ، لا يُمكن أن تعمر ليلة القدر بأعظم من الطاعة والقيام ، وقد نقل عن سعيد بن المسيب إمام التابعين قوله: [من شهد العشاء في جماعة فقد نال حظه منها] .
لا بد أن يكون هناك نية رغبة في القيام ، رغبة في أن يُظهر العبد لله ما يحب الله أن يراه منه ، لابد أن يسعى الإنسان بنفسه إلى الله" من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً" . لابد أن يُهاجر الإنسان بقلبه إلى ربه . لابد أن يقبل على الله .
لكن ينبغي أن يُعلم النبي يقول: " التقوى ها هنا" ويشير إلى قلبه،على هذا هو ليس الشأن أن تكون في عملك كالأطباء أو الحرس أو العسكر أو من له وظيفة ليلية أو من له رزق يدر عليه في بقالته في الليل ، فبقاؤك في المتجر بقاؤك في العمل ليس بمعارض أن تُقبل بقلبك على الله، فقد يكون الإنسان في المسجد جبرا وقلبه بعيد . لكن المهم الخطوة الأولى أين أضع قدمي الخطوة الأولى أين قلبك، ينبغي أن يكون قلبك متوجهاً إلى الله ، حتى وأنت بين خلطائك بين أصدقائك بين من لا مفر من الجلوس معه ، حتى وأنت في سيارتك غادٍ من المسجد أو عائداً منه أنت بين أبنائك وزوجتك وبنيك،أن يكون قلبك معلقاً بالله ترجف،