آســـف
عُدتُ إليكِ بِبالٍ كاسِفْ ... آسَـفُ أنّي خُنتُكِ.. آسِفْ
خُنـتُكِ أنّي لُمتُ عليكِ فؤادَكِ هذا غيرَ الناصِفْ
خُنـتُكِ أنّي قُلتُ سأنسَى حبَّكِ والإحساسَ العاصفْ
وتَجرّعتُ جحيمَ ظُنوني وتماديتُ بِبُعدٍ ناسفْ
وتحامقْتُ أخذتُ فؤادي كي أُصلِـيَهُ الهجرَ الخاسِفْ
كي أزجرَه لو يرجوني، كنتُ فظيعا فظًّا عاسِفْ!
آسَفُ أنّي خنتُكِ آسِفْ.. كنتُ الأعمى لونًا واصِفْ!
كنتُ نَسِيتُ بأنَّ هوانا في البيداءِ الدَّوْحُ الوارِفْ
أنَّ الحلمَ بعيني يحيا حينَ يذوقُ السحرَ الجارفْ
يحيا حُـرًّا، رغمَ تجاهلِ قلبِكِ، رغمَ الدمعِ النازفْ
يعلو، يشدو، يُضحي مَرْجًا يلهو فيه الطيرُ العازفْ
قد يُؤلمُهُ بعضُ الشوكِ يُسَعِّرُ فيهِ الشوقَ الخائفْ
لكنْ يَذكرُ أنَّ الشوكةَ تَحمي الوردةَ كفَّ الهادفْ
يَذكرُ أيضًا أنَّ الشوقَ أنيسُ العشقِ بليلٍ سادِفْ
آسَـفُ أنّي خُنـتُكِ آسِفْ ... كنتُ مُدمَّرَ شَوقٍ جاعِفْ
عَمِـيَتْ عيني فَرْطَ دموعي، وغََوَى القلبُ بيأسٍ جاحِفْ
قلتُ سأنسَى ـ حتمًا أنسَى ـ لَوعةَ هذا الحبِّ السالِفْ
فتَغرّبتُ وتُهْتُ وكدتُ جميعَ صُـنوفِ الموتِ أُصادِفْ
فتعلّمتُ بأنّكِ عِندي حِصنُ الأمنِ العالي الشارِفْ
ولكِ انهلْتُ بشوقٍ يَجري موجًا، عَصْـفا، سيلا جارِفْ
عُدتُ إليكِ أسابقُ نُوري، لكنْ عُدتُ ببالٍ كاسِفْ
فَذَرِي عنّي وِزْرًا يُزْرِي، وحنانَيكِ بقلبي الراجِفْ
ضُمِّي نَدَمي، أقْصِي عَدَمي، أعطي قلبي دورًا خالِفْ
قلبُكِ أبيضُ إنّي عارِفْ ... آسَفُ أنّي خُنتُكِ آسِفْ