الهروب من أبي الفتوح إلى حمدين!!
شيء مفزع يتأكد لي من حواراتي مع طوائف مختلفة من الناس في مدينتي..
فكثير ممن كانوا سيصوتون لأبي الفتوح، تحولوا فجأة لتأييد حمدين صباحي.. وهذا شيء لا يجب أن يدهشنا، فمن يكرهون الإخوان، يكرهون أكثر منهم بالضرورة السلفيين، باعتبارهم أشد أصولية!!.. والسلفيون أيدوا أبا الفتوح، فصار هؤلاء متخوفين من أن يعود أبو الفتوح إلى الأخوان، أو أن يرتكز على تأييد السلفيين!
المخيف في الأمر، أن حمدين صباحي هو الاختيار الأسوأ من الفلول أنفسهم.. فعلى الأقل، شفيق وعمرو موسى يستندان على تأييد جبهة عريضة تضم الجيش ورجال الإعمال اللصوص والإعلاميين المنافقين وفلول نظام مبارك، أي أنهما لن يدخلا في مواجهات مع أنصار النظام القديم.. وهما أيضا سيوازنان الأمور إقليميا ودوليا تبعا لاتفاقيات النظام السابق..
أما حمدين صباحي، فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.. فهو:
- سيعادي الفلول بحكم ثوريته، وهذا معناه أنه سيقف ضد الجيش والشرطة وبقايا الحزب الوطني وإعلامه.
- وسيعادي رجال الأعمال إما لأنهم لصوص عصر مبارك، وإما لأنه اشتراكي سيضيق عليهم!
- وسيعادي أمريكا وإسرائيل بحكم كونه ناصريا قوميا!
- وسيعادي الإخوان والسلفيين بحكم كونه علمانيا.
باختصار: حمدين صباحي سيفتح على نفسه كل الجبهات، ولن يكون له أي حلفاء.. ومن سيعطونه أصواتهم هربا من الإخوان والسلفيين والفلول، لن يقفوا بجواره وقوفا حقيقيا، خاصة حينما يبدأ تصادمهم مع فكره!
وفي النهاية، أتوقع أن يطاح بحمدين بانقلاب عسكري مبكر، لنعود إلى النظام العسكري القديم وكأن شيئا لم يحدث!!
يؤسفني أن أقول إن السلفيين وضعونا في مأزق حرج بدعم أبي الفتوح، فمن جهة هم أضعفوا مرسي بتقسيم الأصوات وكان يستطيع النجاح من أول جولة بأصوات الإخوان والسلفيين، ومن جهة هم نفّروا شريحة كبيرة من أنصار أبي الفتوح، وطردوهم إلى صبّاحي وغيره!
من وجهة نظري، أرى أن الثورة ستنتهي لو لم ينجح د. محمد مرسي.. الإخوان هي المؤسسة العالمية القوية الوحيدة التي تستطيع أن تقف أمام أعداء الثورة في الداخل والخارج، بما لها من جبهة داخلية وأذرع طويلة في المنطقة تقود الآن عدة دول عربية.. وتشويهها كان قتلا للثورة مع سبق الإصرار والترصد.
أرجو أن تراجعوا أنفسكم الآن في هذه اللحظات الأخيرة، قبل فوات الأوان وحدوث ما لا تحمد عقباه!