اضراب اسرى السجون الاسرائيلية يتواصل ويحشد تضامنا دوليا
طالبت بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس المحتلة ورام الله اليوم الثلاثاء الإحتلال الإسرائيلي بتوفير كافة المساعدات الطبية للأسرى المضربين عن الطعام والسماح بالزيارات العائلية في أقرب فرصة ممكنة ، معربة عن قلقها تجاه تدهور الظروف الصحية للفلسطينيين قيد الاعتقال الاداري.
وأعاد الاتحاد الاوروبي تأكيده على موقفه الواضح من استخدام اسرائيل للاعتقال الاداري بدون تهم والمتمثل بانه يحق للمعتقلين أن يتم اعلامهم حول اسباب اعتقالهم ويحق لهم محاكمة عادلة بدون أي تأخير ، داعيا للاحترام الكامل للحقوق الانسانية الدولية تجاه كافة السجناء منوها بأنه يتابع بشكل قريب الاضراب المفتوح عن الطعام من قبل الأسرى.
ولا يزال الأسرى الفلسطينيون مُصرون على إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي دخل يومه الحادي والعشرين في ظل التعنت الإسرائيلي الذي يحاول تجاهل مطالبهم وتصعيد لهجة العنف ازاءهم، حيث نظمت سلطات الاحتلال حملة تنقلات عقابية واسعة للأسرى المضربين عن الطعام في سجني النقب وجلبوع، في الوقت الذي يلتحق العشرات من الاسرى يوميا الى اضرابما يناهز الالفي أسير أضربوا منذ السابع عشر من افريل الماضي لتعزيز مطالبهم أبرزها السماح لهم بزيارات الأهل وإنهاء سياسة العزل الإنفرادي والسماح لهم بإكمال الدراسة الأكاديمية التي حُرموها منذ أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي شاليط منتصف عام 2006م.
وفي غزة انضم عدد من ذوي الأسرى وآخرين محررين في خيمة الاعتصام التضامني للإضراب، كما انضم مساء الإثنين من الأردن ما يزيد عن ثلاثين ناشطاً في خيمة الاعتصام للتضامن مع الأسرى من أمام النقابات المهنية الأردنية.
هذا وينظم مجموعة من الصحافيين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان ومناصرين للقضية الفلسطينية، في موسكو هذا الجمعة "يوماً للإضراب عن الطعام"، تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين والعرب المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية ، وذكرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أن الفعالية التضامنية تقام في باحة سفارة دولة فلسطين في العاصمة الروسية موسكو، تحت شعار "كلنا فلسطينيون… كلنا أسرى في سجون الإحتلال"
وقال منظمون ونشطاء إن الهدف من الحراك "لفت أنظار العالم للمعركة التي يخوضها الأسرى ضد الغطرسة والتمييز العنصري الإسرائيليين، ومحاولة لرفع صوت أكثر من 1600 أسير يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، وألاّ يترك هؤلاء وحدهم دونما تأييد ومناصرة شعبية ورسمية، خاصة وأننا نرى أن حجم ومستوى التضامن لا يرتقي للمستوى الذي يتوقعه الأسرى منا ومن كل أحرار العالم".
و حملة في أوروبا لدعم إضراب الأسرى الفلسطينيين
من جانبها أطلقت “الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين” (UFree)، حملة تضامنية في عموم القارة الأوروبية لدعم إضراب الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وصولاً إلى نيل مطالبهم العادلة ،ونددت الشبكة بشدة “بالإجراءات التعسفية المتصاعدة التي تتخذها السلطات الإسرائيلية بحق الأسرى، لا سيما حرمانهم من حق التعليم الأكاديمي، واستخدام سياسة العزل الانفرادي ضدهم، وتكبيل أيدي الأسرى وأقدامهم خلال زيارة الأهل لهم أو عقد لقاء بمحاميهم، ما يشكل خرقًا للاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسرى.
واعتبرت أنّ الحركة الاحتجاجية التي أطلقها الأسرى أواخر أيلول الماضي نتيجة طبيعية لتصاعد الإجراءات العقابية واللاإنسانية ضدّهم، داعية منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى التدخل الفوري لحماية الأسرى الفلسطينيين، والضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل منح الأسرى حقوقهم الإنسانية الأساسية التي نصَّت عليها الاتفاقات الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بأسرى الحرب.
ووصف وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين زياد أبو عين ما قدمته مصلحة سجون الاحتلال من ردود على مطالب الأسرى لإنهاء إضرابهم عن الطعام بـ"السلبية" بينما أكد رئيس مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن الأسرى مُصرّون على عدم إنهاء معركة الأمعاء الخاوية إلا بتحقيق جميع مطالبهم ،واعتبر أبو عين أن هذه الردود "أقل من مستوى حجم الدم والتضحيات التي يقدمها الأسرى في سبيل انتزاع حقوقهم داخل السجون".
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية