فلسطين تتحدّثُ عن نفسها... من قصيدة \"جلسة طارئة في مجلس الأمن\" لصاحبها رضا عمّار... قَالَتْ سَلُوا عَنِّي العَوَالِمَ كُلََّهَا ***
وَالخَلْقَ يُنْبِئْكُمْ عَنِّي ثِقَاتُهُمُ أَنِّي الَّتِي ارْتَعَدَتْ مِنْ صِدْقِهَا دُوَلٌ ***
وَتَحَزَّبَتْ بَطَرًا لِقِتَالِهَا أُمَمُ أَنَا الرَّؤُومُ مِنَ الأَرْضِ المُبَارَكَةِ ***
أَرْضُ الرِّبَاطِ بِلاَ رَيْبٍ وَمُعْتَصَمُ مِنْهَا الرِّجَالُ وَفِيهَا تَرْتَقِي الهِمَمُ ***
الحَقُّ مَعْدَنُهَا وَبُذُورُهَا الكَرَمُ قَوْمِي خَلائِفُ أَقْوَامٍ إِمَامُهُمُ ***
فِي العَالَمِينَ إِمَامٌ لَيْسَ يُتَّهَمُ جَدِّي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرٌ وَعُثْمَانُ ***
أَسْمِعْ بِهِ سَلَفًا شُرُفَتْ بِهِ القِيَمُ وَأَبُو الحُسَيْنِ عَلِيٌّ وَابْنُهُ الحَسَنُ ***
وَكَفَى بِهِمْ نَسَبِي وَكِنَايَتِي بِهِمُ الكَرُّ وَالفَرُّ إِنْ أُوذِيتُ مِنْ شِيَمِي ***
وَالحِلْمُ فِي السِّلْمِ لِي طَبْعٌ وَمُلْتَزَمُ وَلاَ يُرَى أُمَمٌ قَرُبَتْ وَلاَ بَعُدَتْ ***
إِلاَّ وَقَدْ بَلَغَتْ مِنِّي لَهُمْ ذِمَمُ حَتَّى إِذَا حَكَمَتْ فِينَا أَسَافِلُنَا ***
جَاءَ الأَذَى وَذَوَتْ بِأَذِيَّتِي هِمَمُ أُوذِيتُ مُذْ آذَى مُهْجَتِي قَزِمٌ ***
مِنْ سَقْطِ قَوْمٍ بَغَوْا فِي الأَرْضِ مَا نَعِمُوا قَوْمٍ مَتَى قَدَرُوا ظَلَمُوا ، وَظَاهَرَهُ ***
مِنْ دُونِنَا عَجَمٌ فَسَعَتْ بِهِ قَدَمُ دَهَمَ الدِّيَارَ وَقَدْ نَامَتْ نَوَاطِرُنَا ***
وَغَدَا يَصُولُ بِنَادِينَا وَيُحْتَرَمُ وَسَعَتْ لَهُ فِينَا مِنْ بَيْنِنَا فِئَةٌ ***
نَهَقَتْ بِوَادِينَا فَصَغَتْ لَهَا بَهَمُ أَفْتَتْ بِحُرْمَتِهِ وَبِحُسْنِ جِيرَتِهِ ***
وَتَفَقَّهَتْ حُمُرٌ وَبَدَتْ لَهَا حِكَمُ حُمُرٌ لَنَا حَكَمَتْ وَعَلَتْ مَرَابِضُهَا ***
وَغَوَتْ ، وَكِدْنَا لَوْلاَ ذِمَّةٌ تَصِمُ وَرَحْمَةٌ قَسَمَتْ فِي القَلْبِ تَذْكِرَةً ***
صَدَّتْ عُتِيَّهُ وَالقُرْآنُ وَالكَلِمُ أَسَفِي عَلَى زَمَنٍ حَكَمَتْ بَهَائِمُهُ ***
لَنْ تُصْبِحَ الحُمُرُ أُسْدًا وَلَوْ حَكَمُوا حَلَّ اللَّقِيطُ كَمَا عَنْ نَفْسِهِ اعْتَرَفَ ***
جَوْعَانُ يَأْكُلُ مُزْدَرِدًا وَيَلْتَهِمُ إِلاَّ يَرَى شَيْئًا فِي البَيْتِ يَخْطَفُهُ ***
كَأَنَّهُ الكَلْبُ فِي الظَّلْمَاءِ يَغْتَنِمُ مِنْ لَيْلِهَا طَرَفًا لِلنَّهْبِ ، يُرْبِكُهُ ***
فِي أَكْلِهِ الخَوْفُ إِنْ أَسْيَادُهُ نَحَمُوا إِبْنُ الخَنَازِيرِ ، نَامَتْ عَنْ مَرَاتِعِهَا ***
أُسْدٌ فَصَالَ بِهَا يَسْطُو وَيَقْتَحِمُ ضَرَبَ الصِّغَارَ وَإِيَّايَ وَجَوَّعَنَا ***
وَانْهَالَ يُرْهِبُنَا عَدْوًا وَيَحْتَدِمُ وَجَثَا لَهُ زَوْجِي مُتَوَسِّلاً فَضْلاً ***
مِنْ حُسْنِ صُحْبَتِهِ تَرْضَى بِهِ الأُمَمُ وَسَاسَةُ القَوْمِ ، جِيرَانُنَا سَأَلُوا ***
رِضْوَانَهُ وَرَأَوْا إِقْصَاءَ أَهْلِهِمُ لَزِمُوا الحِيَادَ وَفِي أَوْكَارِهِمْ خَنَسُوا ***
يَعِظُونَ بِالتَّقْوَى وَالكَاذِبُونَ هُمُ لاَ هَمَّ يَشْغَلُهُمْ مِنْ أَمْرِنَا أَبَدًا ***
مَا دَامَ ضَيْفُهُمُ رَاضٍ بِمَا حَكَمُوا إِنَّ الغَرِيبَ وَأَهْلِي أَيُّهَا المَلَءُ ***
قَدْ سَطَّرُوا سُنَنًا لِلنَّاسِ تُتَّهَمُ: \"إِنْ جَاءَكُمْ أَحَدٌ يَبْغِي بِأَرْضِكُمُ ***
يَجِبُ السُّكُوتُ لِكَيْ مَا تَغْضَبَ الأُمَمُ\" لَوْلاَ رٍجَالٌ صَفَتْ لِلْحَقِّ مُهْجَتُهُمْ ***
فَرَأَوْا لَنَا ذِمَمًا وَسَمَتْ لَهُمْ هِمَمُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنَ الأَشْرَافِ ، حَتَّى وَإِنْ ***
بَعُدُوا فَقَدْ بَلَغَتْ مِنْهُمْ لَنَا عِصَمُ يَحْنُو البَعِيدُ وَإِنْ بَعُدَتْ قَرَابَتُهُ ***
وَيَلِي القَرِيبُ لأَعْدَائِي وَيَحْتَكِمُ أَقُضَاةَ مَجْلِسِنَا وَحُمَاةَ ضَيْفِهِمُ ***
فِي العَالَمِينَ رِجَالٌ يَسْأَلُونَكُمُ: لِمَ تَقْلِبُونَ الحقَّ فِي مَجَالِسِكُمْ ***
وَتَنْصُرُونَ جُنَاةَ الإِثْمِ مَا أَثِمُوا وَنَرَى مَحَاكِمُكُمْ تَأْبَى لَنَا أَبَدًا ***
حَقًّا وَتُنْكِرُهُ مِنْ أَجْلِ مَنْ ظَلَمُوا وَقُضَاتَكُمْ ظَلَمُوا حَتَّى غَدَوْا مَثَلاً ***
فِي كُلِّ أَرْضٍ لَهُمْ فِي قَهْرِهَا قَدَمُ وَلاَ نَرَى عَرَبًا قَبِلُوا لَكُمْ حُكْمًا ***
إِلاَّ وَقَدْ رَقَصَتْ فِي أَرْضِهِمْ عَجَمُ تُكَذِّبُونَا وَقَدْ بَانَتْ لَكُمْ مِنْهُمْ ***
فِي أَرْضِنَا مِحَنٌ شَهِدَتْ لَنَا وَدَمُ وَتَنْطِقُونَ بِمَا يُومِؤُونَ لَكُمْ ***
أَإِنَّكُمُ القُضَاةُ أَمِ القُضَاةُ هُمُ أَمِ الكِرَامُ هُنَا انْفَضَّتْ مَجَالِسُهُمْ ***
وَلَمْ يَعُدْ حَقٌّ مِنْهُمْ وَلاَ لَهُمُ أَمِ اللِّئَامُ دُعَاةُ الهُونِ قَدْ صَارُوا ***
فِيكُمْ لَهُمْ سُنَنٌ تَقْضِي بِهَا النُّظُمُ أَمْ هَالَكُمْ مِنَّا حَقٌّ وَبَانَ لَنَا ***
فَأَصَابَ مِنْ فَزَعٍ آذَانَكُمْ صَمَمُ أَمْ شَقَّ عَتْمَتَكُمْ نُورٌ تَجَلاَّنَا ***
وَغَشَتْ نَوَاظِرَكُمْ مِنْ ظُلْمِكُمْ ظُلَمُ فَلاَ يُسَاوِمْنَا مِنْكُمْ إِذَنْ أَحَدٌ ***
عَلَى اقْتِسَامِ رِدَاءٍ لَيْسَ يُقْتَسَمُ وَاقْضُوا بِمَا شِئْتُمْ فَاللَّهُ مَوْلاَنَا ***
نِعْمَ النَّصِيرُ وَلاَ مَوْلَى لِمِثْلِكُمُ وَلَسَوْفَ نَهْزِمُكُمْ مَهْمَا عَلَتْ جُدُرٌ ***
وَتَوَاطَأَتْ عَرَبٌ وَتَأَلَّبَتْ عَجَمُ وَلَنْ يُظَاهِرَكُمْ إِلاَّ أَسَافِلُكُمْ ***
عَلَى هَلاَكِي ، خَسِئْتُمْ لاَ أَبًا لَكُمُ وَلَنْ يَقُضَّ حُمَاةُ الحَقِّ مُهْجَتَنَا ***
وَلَنْ يَهُونَ شَرِيفٌ فِي الوَرَى لَكُمُ فَالحَقُّ لاَ يَعْلُو مِنْ دُونِهِ كَذِبٌ ***
كَالشَّمْسِ لاَ تَبْقَى