مدخل إلى التربية - سلوى شرف
تعريف التربية:-
هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه. فهي عملية نمو وليست لها غاية إلا المزيد من النمو، إنها الحياة نفسها بنموها وتجددها.
أنواع دراسات التربية:-
1. تاريخ التربية: وغايته البحث في التربية في الماضي وتطورها عبر العصور.
2. الدراسة النقدية النظرية للتربية: هي الدراسة التي يعتمد فيها الفكر على نفسه ليلقي نظرة نقدية على ما ظهر في تاريخ التربية وحولها من أراء ونظريات.
3. الدراسة العلمية الموضوعية للتربية: حين يتخصص إنسان في حل مسائل التربية عن طريق استعمال الملاحظة المنظمة لمظاهر العمليات التربوية في الميدان أو في المختبر.
4. التربية المقارنة دراسة التربية في العالم إحدى العالم العربي ومقارنتها مع بعضها البعض تقع في ميدان الدراسات التربوية المقارنة.
5. فن التربية: وفي التربية والتعليم آراء كثيرة فيها مجال تطبيقي.
التربية والتعليم:-
من الأهمية بمكان التأكيد على ضرورة وأهمية أسبقية التربية على التعليم، والتأكيد على ضرورة انسجام التربية في الأسرة مع التربية ( التعليم ) في المدرسة، والتربية التي يقدمها المجتمع من خلال مؤسساته.
صلة التربية بالعلوم الإنسانية:-
إن التربية تستفيد من النظريات المختلفة التي جاءت بها العلوم الإنسانية والفلسفية والاجتماعية التي تفسر مختلف الظواهر النفسية والاجتماعية والعلاقات السلوكية الإنسانية المتعددة. ومن المعارف الإنسانية التي لها علاقة مباشرة مع التربية نخص بالذكر ما يلي –
التربية والفلسفة: إن فلسفة التربية ما هي إلا تطبيق للفلسفة في مجال العمل التربوي وكانت التربية احد العلوم الداخلة تحت جناح الفلسفة.
التربية وعلم النفس: لقد أدى تطبيق الطرق العلمية لعلم النفس على التربية إلى تكوين الطرق التربوية ذاتها.
التربية وعلم الإنسان: التربية ما هي إلا العملية التي تؤمن للفرد القدرة والتلاؤم بين دوافعه الداخلية وظروفه الخارجية النابعة من بيئة ثقافية واجتماعية معينة.
التربية وعلم الاجتماع: إن جميع الأسس الاجتماعية هي أسس مهمة في العملية التربوية ذلك أن التربية لا توجد في فراغ، وإنما في مجتمع له أسسه وعلاقاته الاقتصادية والثقافية والسياسية والتربوية.
التربية وعلم الأحياء: إن التربية تبحث في معرفة قوانين الحياة العامة والنمو والتكيف وهي وثيقة الاتصال مع ما يدرسه علم الأحياء
صلة التربية بالتاريخ: إن وجود البعد التاريخي يساعد العملية التربوية على فهم ما ورثته من الماضي وما أعدته للحاضر وكيف تخطط للانطلاق إلى المستقبل، وأيضا يساعدها على فهم المشكلات التربوية المختلفة في ضوء معالجة المشكلات التي مرت على البشرية في مراحل تطورها.
أهداف التربية:-
وتصنف هنا حسب صفاتها على ممر العصور:
1. الهدف المحافظ: وهو الهدف الذي كان سائدا في المجتمعات البدائية، حيث كان الأهل يربون الناشئة على ما كان عليه الراشدون، وكان الأطفال يتعلمون ما إن ينتظر القيام به حين يصبحون راشدين.
2. التربية كإعداد للمواطن الصالح: فقد كانت أهداف التربية في الدول السابقة هي إعداد الفرد لذاته وتنمية الصفات المطلوبة والمرغوبة.
3. التربية كإعداد يحقق الأغراض الدينية: إن ارفع العلوم حتما هو معرفة الله وصفاته، ولكن العلوم لم تقيد بهذا الحد.
4. النزعة الإنسانية في التربية: إن التربية الكاملة هي تلك التي تمن الرجل من أن يقوم بكل الواجبات الخاصة والعامة، وقت السلم وزمن الحرب بكل حذاقة واعتزاز.
5. المعرفة وطريقة البحث كهدف أعلى للتربية: بدا توسع العلوم واضحا منذ مطلع القرن السابع عشر، وكان من نتائجه وقوف الفكر الإنساني أمام هذا الاتساع وقفة حائرة تتمثل في كيفية الاحاطة الكاملة بهذه المعارف، وإيجاد طريقة كوسيلة لازمة للوصول إلى المعرفة.
6. الأهداف الأرستقراطية والديمقراطية في التربية: ولقد كانت أهداف كوندورسية بجملة عامة حين يقول ( إن هدف التربية هو إنماء الملكات الجسمية والفكرية والخلقية في كل جيل، مما يؤدي إلى المشاركة في التحسين التدريجي للجنس البشري )
7. التربية كنمو فردي متناسق: لقد تركت الأهداف التربوية لروسو أثرا بالغا في الفكر التربوي المعاصر، وهي تشديدها على النمو الذاتي الداخلي للطفل نموا يحقق له وحدة شخصيته وتناسقها وانطلاقها وان اختلفت معه في التفاصيل.
8. التربية كإعداد لحياة كاملة: فقد صدر عن الاتحاد الوطني التربوي 1918 / تحديد الأهداف التربية في إعداد الأفراد لحياة صحية سليمة، والقيام بالوظائف، وتكوين العضو الصالح في بيئته،وكسب العيش عن طريق مهنة مناسبة، والانتفاع بوقت الفراغ وبناء أخلاق صالحة.
9. التربية كتحقيق لأهداف تحددها الدراسة العلمية: انتقد الأهداف التربوية السابقة عدد من المتخصصين المعاصرين في التربية بأنها على الرغم من جدارتها وصحتها محدودة بحدود التأملات الشخصية لهذا المربي أو ذلك الفيلسوف. ويؤثر استخدام الطرائق العلمية الحديثة في تحديد أهداف التربية.
10. أهداف التربية التقدمية: لا بد من جعل حياة الطفل في المدرسة غنية زاخرة بالجديد والمتنوع، وبالمشاكل التي تشبه مشاكل الحياة العامة، ونجعل تربيته مبنية على طريقة حل المشكلات.
11. أهداف التربية القومية: تتفق الدول المتعاقدة على أن يكون هدف التربية والتعليم فيها بناء جيل عربي واع مستنير يؤمن بالله وبالوطن العربي ويثق بنفسه وأمته ويستهدف المثل العليا في السلوك الفردي والاجتماعي ويتمسك بمبادئ الحق والخير، ويملك إرادة النضال المشترك وأسباب القوة والعمل الايجابي متسلحا بالعلم والخلق لتثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة، وتامين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة.
12. أهداف التربية الشيوعية: إن التربية الشيوعية فعالية اجتماعية منظمة ذات هدف ينفذ بواسطة أشخاص تنتدبهم الدولة لهذا الغرض من اجل رعاية ورقابة تطور النشء
العوامل المؤثرة في تربية الفرد:-
1. مجموعة الظروف والمناسبات التي يمر بها الفرد
2. المؤثرات المنظمة من تربية المدرسة وعمل المعلم وما يحيط بها من أنشطة
3. البيئة الطبيعية التي تحيط بالفرد
4. مجموعة الظروف المحيطة بالطفل في أسرته
5. قابليات واستعدادات الطفل التي ورثها عن والديه
6. الدوافع التي يحملها أفراد النوع الإنساني عامة وتدفعهم للأنشطة المختلفة والحركة والبحث عن الغذاء وعن المعرفة
أهداف التربية التي نريدها للمجتمع:-
1. النمو: إن الطفل يولد اتكاليا، ولكنه يولد ومعه القوة على النمو والاستعداد له.
2. الإعداد لحياة المجتمع: التربية هي عملية رعاية الطفل، وإنماء قابليته بأشراف وتوجيه الكبار
3. الإعداد ك لحياة العمل: هي توجيه التربية باعتبارها عملية نمو وجهه تسمح لكل طفل بان ينمي في ذاته ميولا واهتمامات وقدرات تدفعه إلى النوع العمل المنتج ليكون أساسا له في المستقبل كمهنة
ضرورة التربية:-
ضرورة التربية للأفراد:
1. العلم لا ينتقل من جيل لآخر بالوراثة
2. الطفل البشري مخلوق كثير الاتكال، قابل للتكيف
3. البيئة البشرية كثيرة التعقيد والتغير
ضرورة التربية للمجتمع:
1. الاحتفاظ بالتراث الثقافي
2. تعزيز التراث الثقافي
حاجة المجتمع العربي إلى التربية:-
1. لمكافحة ألامية
2. لتحسين الحالة الصحية
3. لتوطيد دعائم الأسرة
4. لتنمية الثروة الطبيعية والبشرية
5. تقوية الروح الوطنية
6. رفع المستوى الخلقي
7. الاستفادة من أوقات الفراغ