هل أمطار بيروت نووية ومسرطنة؟
كمية كبيرة منه "تفشل" الغدة الدرقية واليود العادي للوقاية
اليود المشعّ 131 حملته الأمطار بنسبة "ضئيلة جدا"
اليود المشع 131 وصل الى لبنان بواسطة الامطار وحطّ على الأعشاب السطحية التي تبللت بها. واذا كان هذا الخبر ينبىء بان لبنان لم يعد في منأى من التسربات النووية الآتية من اليابان، فان ما "يسر" فيه هو ان كمية اليود المشع التي سجلت حتى اليوم "ضئيلة للغاية، ولا تشكل اي خطر على الصحة العامة ولا تتطلب اتخاذ اي اجراءات"، على ما طمأن المجلس الوطني للبحوث العلمية.
وقد شدد امينه العام الدكتور معين حمزة في اتصال اجرته به "النهار" ان "لا خطورة اطلاقا من كمية اليود المشع التي سجلت حتى اليوم"، شارحا ان "هذه المادة سريعة التفكك، بحيث تفقد نصف وزنها كل 8 أيام. فاذا كانت النسبة المسجلة بلغت في الأعشاب السطحية 0.7، فانها ستصير 0,35 بعد 8 ايام، و0,175 بعد 8 ايام اخرى. وهذه الكمية ضئيلة". وافاد "اننا ابلغنا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصول اليود المشع 131 الى لبنان. ونتعاون مع الجهات المعنية من اجل متابعة الامر".
بيان المجلس
وكان المجلس اعلن في بيان امس انه "نتيجة الفحوص التي أجريت في مختبرات الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية التابعة له على عينات عشوائية من الهواء والتربة ومياه الأمطار والمياه السطحية والأعشاب في بعض المناطق اللبنانية (بيروت والبقاع والجنوب والشمال)، بواسطة تقانة مطيافية غاما Gamma spectroscopy من 4 نيسان 2011 إلى 6 منه، تبين الآتي:
- وجود يود مشع 131 في مياه الأمطار بنسبة 0.2 إلى 0.3 بيكريل في الليتر.
- في الأعشاب السطحية المبللة بمياه الأمطار، بلغت النسبة 0.7 بيكريل في الكيلوغرام من اليود المشع 131.
- وغداة ذلك، أخذت عينات جديدة من المناطق المشار إليها أعلاه، فتبين أن نسب اليود المشع 131 قد تدنت إلى ما دون 0.2 بيكريل في الليتر للمياه، وما دون 5,0 بيكريل في الكيلوغرام للأعشاب".
واشار الى أن "الفحوص المخبرية التي أجرتها الهيئة تعطي نتائج دقيقة وغير قابلة للشك"، مشددا على "أن أهمية هذه النتائج تكمن في كون المواد المشعة التي وجدت محصورة في اليود 131، وهو مادة سريعة التفكك، بحيث تفقد نصف وزنها كل 8 أيام". وطمأن الى انه "لم يتبين وجود أي مادة إشعاعية صناعية أخرى، مثل السيزيوم 134 و137 المشعين (نصف العمر: 2 و 30 سنة)".
واكد "ان الهيئة ستتابع من خلال خبرائها المسوح اليومية لكل المناطق بواسطة الكواشف المحمولة مع أخذ عينات للفحوص المخبرية القادرة على إعطاء نتائج دقيقة". وقال انه يتابع المسوح "التي تتم بالتنسيق مع الشبكات الإقليمية والأوروبية، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والنتائج المشار إليها في هذا البيان تتطابق ونتائج مماثلة تم التوصل إليها بعد إجراء التحاليل المخبرية في كل من فرنسا والمانيا وسويسرا والكويت واليونان، والتي توافقت جميعها من دون استثناء، على اعتبار هذه النسب من اليود المشع ضئيلة للغاية ولا تشكل أي خطر على الصحة العامة ولا تتطلب اتخاذ أي إجراءات معينة".
شقير: اليود الطبيعي للوقاية
ما اخطار اليود المشع 131 على الناس؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
ما يجب ادراكه قبل كل شيء هو "ان اليود العادي من الشوارد (Minerals) المهمة لجسم الانسان، ولاسيما للدماغ وتركيب هرمونات الغدد الدرقية"، كما يفيد الاختصاصي بامراض الغدد الصم والسكري الاستاذ في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور محمود شقير "النهار". اما بالنسبة الى اليود المشع 131، فيشرح انه "يستخدم في تشخيص امراض الغدة الدرقية والخلل في وظائفها، من خلال فحص قنص اليود، والتخطيط الومضاني. واهميته انه يستخدم ايضا في علاج امراض الغدة الدرقية، في حالات فرط نشاط الدرق، ولضبط زيادة فرز الدرق ومحو الآثار الاستقلابية".
ثمة ايجابية اخرى لليود المشع، اذ منذ اكتشافه "تقدم علم الامراض الخبيثة، مما حقق ثورة في علاج الاورام الخبيثة للغدة الدرقية"، على قول شقير. لكنه ينبه الى امرين، الاول "ضرورة عدم اعطائه للحوامل، بسبب آثاره الجانبية على الاجنة"، والثاني "خطره على الاشخاص العاديين في حال تم التعرض له بكمية كبيرة، وذلك لتسببه بفشل في الغدد الدرقية وقصورها لدى الكبار، وايضا لدى صغار السن، بحيث يؤثر ذلك ايضا على نموهم العقلي والجسدي".
نسبة اليود المشع المسجلة "لا تستدعي الحذر، ولا داعي للقلق"، يطمئن شقير. وفي حال لامست مستوى خطيرا على صحة الانسان، او "اذا سجلت ظاهرة تصاعدية لها"، فان نصيحته هي "الوقاية عبر تناول اليود الطبيعي المستقر الذي يمكن ايجاده في الصيدليات في شكل حبوب او قطرات مشبعة به"، شارحا "ان فاعليته تكمن في ان الغدة الدرقية تمتصه، الى درجة التشبع منه، فلا تعود تمتص اليود المشع".
عدد المساهمات
موضوع: هل أمطار بيروت نووية ومسرطنة ? 
29/11/2011, 22:38
