يا من اشترى له أبوه أو أمه سيارة ولم يشكر الله ولا لوالديه، ألا تخشى عقوبة الله العاجلة؟! لقد تعاون والدك على شراء السيارة لك من أجل راحتك وتحقيق رغبتك، أفيكون الجزاء هو الكفر بالنعمة وعصيان أمر الوالدين وعدم الإلتفات عما ينهيانك عنه من مجالس السوء ومصاحبة الأشرار والسهر بالليل خارج الدار؟! فاتق الله واحذر من التعرض لغضب والديك، ومن ثم يدعوان عليك فينزل الله بك غضبه ويحل عليك نقمته، وأنت أيها الولد يا من تلح على أبويك بشراء سيارة، وأبواك يرفضان طلبك كن سامعا لأبويك فإنهما أدرى بالأحوال منك، ولا يرجوان لك إلا الخير، ولا يسعيان إلا لمصلحتك، فإنهما يخافان عليك ما دمت في هذه السن المبكرة، فاصبر وكن مطيعا لوالديك مجتهدا في أرضائهما ولا تسمع من الأصدقاء حثهم لك على المطالبة.
وأنت أيها الصديق اتق الله في أولاد المسلمين فلا تزجهم في المهالك بل كن ناصحا أمينا وخلاً تقياً، أيها الولد كن سامعا لوالديك، ممتثلا لأمرهما، ومجتنبا لنهيهما، فإذا نهاك أبوك عن الزيادة في الاهتمام بملابسك ومظهرك خوفا عليك فانتهِ، وقل سمعاً وطاعة ولتكن معتدلا في شأنك كله، وقد قيل:
وأطع أباك بكل ما أوصى به إن المطيع أباه لا يتضعضع[1]