هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السمو الروحـي
منتدى إسلامي ثقافي يسمو بالخلق الحسن والطهر والنقاء والفكرالسامي و الكلمة الطيبة والعلم الراقي والعمل النافع و الحب الطاهرو الخلق القويم و المسلم الواعي
لا أريد منك جزاء ولا شكورًا، ولا أطلب منك مصلحة أرجوها، وليست أمنية أود تحقيقها، ولا رؤيا أحب تصديقها.
بل هذه ورقة صنعتها أيدي الحب، لتريك قدر الله فيها، وآياته البينات في المحبين، ولقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب، ما كان حديثًا يفترى.
ليس من عادة المحبين تسويد الدفاتر، ولا نقل المحابر، ولكن لهم أنات يرددونها، وعبرات يرسلونها، وما تسويد الدفاتر إلا لمزيد البيان، ورفد اللسان، والله قبل ذلك وبعده ظهير.
ألا ليقل من شاء ما شاء إنمـا *** يقول فما أدري وأشكو فما يدري
نعم لي أحباب كرام وأننـــي ***هويت وما أسلو وما لي من عـذر
فدعهم للومي ما استطاعوا فإنما *** يلومون خَنْسا أن تنوح على صخر
ففيما يلومون المحب وإنـــما ***يلام الفتى فيما استطاع من الأمر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ولئن برئ المحبون من القوة والحول، فإنهم لا يملكون إلا القول، ولئن ضاقت عليهم
الأرض بما رحبت، وأسقمتهم قلوبهم بما حوت، فإن عزاءهم أنهم إلى الله راجعون، وأنهم عند ربهم لا يُظلمون، ولهم فيما قاله أبو يوسف أسوة حين يقول: " فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" [يوسف: من الآية18].
لا أكتبها لأفجر منك صخرة، ولا لأطفئ منك جمرة، بل أكتبها معذرة إلى ربكم، وليحفظ لي التاريخ ما فعلت، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين، ولن يضيع الله أجر المحسنين، وما عند الله خير وأبقى.
لا والذي خلق الحب، وجعل فيه آيات للسائلين، ليس في قاموس الحب (مصلحة)، ولا في مصطلحاته (نفاق).
أما والله لقد خضت فيه البحر الخضم، وعانيت ما يعانيه المحبون من ألم، فما وجدت فيه وضاعًا، ولا متهماً بالكذب، وما رأيته يتكلم إلا عن الوفاء والإخلاص والنصح لله ورسوله والمؤمنين، ودعاؤه المحبب: "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسيئ الأخلاق"، ونشيده الذي يردده.
إن الوفاء وفاء لا يغيــــره *** صرف الزمان بإدبار وإقبال
وخذ من رقية المحبين دليلاً ما أقول؛ فهل رأيت محبًّا شفى قلبه كلام الواشين، وأزال سقمه عذل العاذلين.
إن كنت تنكر حالي والغرام وما *** ألقى وأني في دعواى متهـــم
فالليل والويل والتسهيد يشهد لي *** والحزن والدمع والأشواق والسقم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الله بيننا يوم تكشف الضمائر، وتُبلى السرائر، حين يصدق الصادق، ويكذّب الكاذب، ويتبين وفاء المحبين، ويظهر زيف المنافقين؛ فهناك تعلم إذا انكشف الغطاء، وتحقق منهم أهل الوفاء، بأن ليس في الأرض أوفى من محب، وإن وجد الهوى مرَّ المذاق.
والله ما طلبت أرواحنا بـدلا *** منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
فيا نسيم الصبا بلّغ تحيتنــا *** من لو على البعد حيّا كان يحيينا
الحب–يا صاحبي- فنون، والكلام فيه ذو شجون، والمحب الصادق لا يسيء إلى محبيه، ولا يحب إساءتهم، فلا ينتقص قدرهم، ولا يبحث عن زلاتهم، ولا يدعو عليهم –وإن كانوا باعتقاده ظالمين- ولا يتكلم من ورائهم، وأعاذه الله أن يفرح بمصابهم.
يا صاحبي: إن كان للكذب أمارات، فإن للصدق آيات بينات، وإن كانت دموع العين لا تكفي، فخذ من زفرات القلب ما يشفي، ووالله إني لمن الصادقين، وعلى
أمانات الحب لمن الحافظين.
لأجلك سعيي واجتهادي وخدمتي ** ويا ليت هذا كله فيك يثمــر
تبعت الذي يرضيك في كل حالة ** وإن كنت لم تبصره فالله يبصر
فوالله ما بعدي محب ومشــفق ** وسوف إذا جربت غيري تذكر
فما شئت من أمر فسمعا وطاعة ** فما تم إلا ما تحب وتأمـــر
لا حرمني الله وإياك أجر الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، وأعاذنا الله أن نكون من الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، ويفسدون في الأرض، أولئك لهم اللعنة، ولهم سوء الدار.
يا صاحبي: أجل ما يملك المحبّ صدق الوفاء، وإخلاص المحبة، فهل يساوم عليهما للمصلحة؟!
لا والله إن الحب أمانة لا تعرف الخيانة، وديانة لا تقبل المهانة.
يا صاحبي: قدس الله وضعك، ورفع ذكرك، وشرح صدرك، إن كان للمحب مصلحة، فهي ألا يتهم بالمصلحة، عياذًا بالله منها.
كيف يلمز بالمصلحة، وقد جعل (لا للمصلحة) شعاره؟! وإذا تكون كريهة سترى دثاره.
ألا لا أسفى على أيام مرّت، وسنين مضت، فإن عملها لم يكن هباء منثوراً؛ بل كان سعيًا مشكورًا، وما ذاك إلا أنها ليست للمصلحة، وما أبتغي من ورائها منفعة، وإنما هذا سعي الأوفياء، وجهد الأصفياء، فإن قوبل بالعرفان كنا من الشاكرين، وإن قوبل بالنكران كنا من الصابرين، وقد وعد الله من شكر بالزيادة، ومن صبر بالسعادة، فأي الحسنين اخترت لنا كنا من الراضين، وبالوفاء والصدق والإخلاص متمسكين. يا صاحبي: أتكذبني في لوعة عجزت عن إطفائها، ودمعة ضعفت عن إخفائها، وأنت المرجّى في إطفاء لوعتي، وإخفاء دمعتي.
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة ** يواسيك أو يسليك أو يتوجـع
يا صاحبي: جنّبك الله الهموم، وأبعد عنك الغموم، إلا تكن عرفت الحب فإني به عليم، وإن تكن عرفت منه شيئًا فإن فوق كل ذي علم عليم، ودعني أحدثك عنه، فإن غوره بعيد، وبأسه شديد، ودرجاته دركات، وساعاته سنوات.
حتى إذا بلغت الروح التراقي، أذن الله للمحبين بالتلاقي، فهناك تكون السنوات ساعات، والدركات درجات، وتعود إلى الحياة بهجتها، وإلى الدنيا زينتها.
وإذا أردت إيجاز ما في الحب من إعجاز؛ فإنه بئس المرتقى، ونعم الملتقى.
يا صاحبي: ما أكثر شكاوى المحبين، وما أقل صبرهم، وما أضعف حيلتهم، فإذا أرادوا أن يشتكوا مظلمة أرسلوها دمعة، وإذا أرادوا أن يخففوا الوجد أطلقوها زفرة، وعقيدتهم التي بها يدينون أنهم مظلومون.
يا صاحبي: لا أملك إلا أن أجمع لك هذه الألفاظ؛ فإن وافقت قلبك مقبلاً فمن الله وحده، وإن وافقته معرضًا فبما كسبت أيدينا، والله يعفو عن كثير.
وأخيرًا: فإني لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب؛ فخذ الألفاظ من لساني، وخذ من التاريخ المعاني، فإذا حفظها لك التاريخ، فاحفظ له وفاءه. فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد .
لأخرجنّ من الدنيا وحبــكم ** بين الجوانح لم يشعر به أحـــد
حسبي بأن تعلموا أن قد أحبكم ** قلبي وأن تسمعوا صوت الذي أجِ
حامد الحامد
سراب
نائب المدير
عدد المساهمات : 1212
موضوع: رد: مع الحب بلا حدود 8/10/2011, 23:36
آآآآآآآآآآه يا احساس تلاطمت امواج البحر امامي..وركب للفكر سفينه ..عازمة في رحيلها الى عالم الألم.... طيف يكمن في مخيلتي..ويتربع في اعماق قلبي... فرغم بعد المسافات بين النهار واليل وبين البُعد واللقاء .. فستبقى المحبه رغم طول المسافه..
سمو المشاعر Admin
عدد المساهمات : 2212
موضوع: رد: مع الحب بلا حدود 21/10/2011, 16:24
إن الوفاء وفاء لا يغيــــره *** صرف الزمان بإدبار وإقبال
إني أنبيك عن قولي وعن خُلُقي *** والمجد يعتد أقوالي بأفعالي