هل تُريدُ الحياة ؟ .....
شعر / محمد حسن محمد آدم
إذا كُنـتَ يـومـاً تُـريدُ الحيـاةْ وتـأبـى القيــودَ بِكـلِ إبــــاءْ
وتـرسـفُ فـي القيدِ والصدرُ في تـسـامـي الـمـعـالـي رقا الكبرياءْ
وتـهـجرُ خـوفـاً وسُهـدَ التي تبيتُ اللـيـالـي بـجـفـنِ العنــاءْ
وتـنـزِعُ ثـوبَ الهــوان ِالذي لبِسـتَ سـنـيـنـاً وأنـتَ الـهبـاءْ
وتأبـى خضـوعـاً يُـذِلُ الجبانَ ويَـمــرُقُ في الـروحِ مثـلَ الضيـاءْ
وتسـأمُ مـنْ كُـلِّ ما تزدريــهِ عـيـونُ الفـؤادِ بـدنيـا البـــلاءْ
وتَـرمُـقُ بالحـقـدِ حُريـــةً أبتْ أنْ تعيشَ مــعَ الأبـريــــاءْ
ولاذتْ فِــراراً إلى وكـــرِها لـتـحيـا بعيـداً وتنـسى الوفــاءْ
أراهـا وقــدْ رسمَـتْ خيبــةً علـى كُـلِّ مـنْ ظـنَّـهـا في نمـاءْ
وحـدثـهـا بالـضـميـرِ الذي تـراءى لـهُ في وجـودِ الـبـهــاءْ
كشعـلـةِ ضـوءٍ تُنـيرُ الوجودَ وفـي طيـفـِـها شَـربـةٌ مـنْ دواءْ
وتكتُبُ للـنـاسِ في نـورِهــا سـطـوراً عـلـى صفـحـةٍ منْ نقاءْ
وتحـنـو عليهـمْ كــأمٍ ودودٍ تـجـودُ بـحبٍ عظيـمِ الـعـطـاءْ
ولكـنـهـا مثـلَ كُـلِّ الأماني مضتْ والسـكـونُ يُـعـزي النـداءْ
وخانتْ عُهـوداً على ظـنِّـهـا سـتـحـيـا وإنْ ماتَ فيها الـولاءْ
وأصبـحَ هـذا الفضـاءُ سـراباً بـلا أيَ حِـسٍ يُثيـرُ السـمــاءْ
فإنْ كُنتَ في الكـونِ لابـدَ تحيـا بـحـريـةٍ قـتـلتْ مـنْ تـشـاءْ
وعـاثتْ خـرابـاً بـأفـرادِهـا ولاذتْ بـصمـتٍ يـجـوبُ الخلاءْ
فليستْ لـكَ اليـومَ أيَ حقـوقٍ وللـنـاسِ فيكَ سبيـلُ الـبـقـاءْ
فمنْ أيـنَ يأتي طـريـقُ النجـاةِ إذا كـانَ في الدربِ شوكُ اللقـــاءْ
وكيفَ الحيـاةُ ستكسِـرُ قيـداً وفي الـنـفـسِ خوفٌ يهابُ الصفاءْ
فإنْ كنتَ يومـاً تُريـدُ الحيـاةْ ففُـكَ الـقـيـودَ وعِشْ في ابتـلاءْ